أخبار قناة العربية

Chat With Your Friends Freely And Openly .. No Limit For Time

الخميس، 10 يونيو 2010

تفسير سورة القارعة



(بيان) إنذار وتبشير بالقيامة يغلب فيه جانب الانذار، والسورة مكية.
قوله تعالى: " القارعة ما القارعة " مبتدء وخبر، والقارعة من القرع وهو الضرب باعتماد شديد، وهي من أسماء القيامة في القرآن.
قيل: سميت بها لانها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب.
والسؤال عن حقيقة القارعة في قوله: " ما القارعة " مع كونها معلومة إشارة إلى تعظيم أمرها وتفخيمه وأنها لا تكتنه علما، وقد اكد هذا التعظيم والتفخيم بقوله بعد: " وما أدراك ما القارعة ".
قوله تعالى: " يوم يكون الناس كالفراش المبثوت " ظرف متعلق بفعل مقدر نحو اذكر وتقرع وتأتي، والفراش على ما نقل عن الفراء الجراد الذي ينفرش ويركب بعضه بعضا وهو غوغاء الجراد.
قيل: شبه الناس عند البعث بالفراش لان الفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة كسائر الطير وكذلك الناس إذا خرجوا من قبورهم أحاط بهم الفزع فتوجهوا جهات شتى أو توجهوا إلى منازلهم المختلفة سعادة وشقاء.
والمبعوث من البث وهو التفريق.
قوله تعالى: " وتكون الجبال كالعهن المنفوش " العهن الصوف ذو ألوان مختلفة، والمنفوش من النفش وهو نشر الصوف بندف ونحوه فالعهن المنفوش الصوف المنتشر ذو ألوان مختلفة إشارة إلى تلاشي الجبال على اختلاف ألوانها بزلزلة الساعة.
قوله تعالى: " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية " إشارة إلى وزن الاعمال وأن الاعمال منها ما هو ثقيل في الميزان وهو ما له قدر ومنزلة عند الله وهو الايمان وأنواع الطاعات، ومنها ما ليس كذلك وهو الكفر وأنواع المعاصي ويختلف القسمان أثرا فيستتبع الثقيل السعادة ويستتبع الخفيف الشقاء، وقد تقدم البحث عن معنى الميزان في تفسير السور السابقة.
وقوله: " في عيشة راضية " العيشة بكسر العين كالجلسة بناء نوع، وتوصيفها براضية - والراضي صاحبها - من المجاز العقلي أو المعنى في عيشة ذات رضى.
قوله تعالى: " وأما من خفت موازينه فامه هاوية " الظاهر أن المراد بهاوية جهنم وتسميتها بهاوية لهوي من القي فيها أي سقوطه إلى أسفل سافلين قال تعالى: " ثم رددنا أسفل سافلين إلا الذين آمنوا " التين: 6.
فتوصيف النار بالهاوية مجاز عقلي كتوصيف العيشة بالراضية وعد هاوية اما للداخل فيها لكونها مأواه ومرجعه الذي يرجع إليه كما يرجع الولد إلى امه.
وقيل: المراد بامه ام رأسه والمعنى فام رأسه هاوية أي ساقطة فيها لانهم يلقون في النار على ام رأسهم، ويبعده بقاء الضمير في قوله: " ماهية " بلا مرجع ظاهر.
قوله تعالى: " وما ادراك ماهية " ضمير هي لهاوية، والهاءفي " هيه " للوقف والجملة تفسير تفيد تعظيم أمر النار وتفخيمه.
قوله تعالى: " نار حامية " أي حارة شديدة الحرارة وهو جواب الاستفهام في " ماهيه " وتفسير لهاوية.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " كالعهن المنفوش " قال: العهن الصوف، وفي قوله: " وأما من خفت موازينه " قال: من الحسنات، وفي قوله: " فامه هاوية " قال: ام رأسه، يقذف في النار على رأسه.
وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن نفس المؤمن إذا قبضت يلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون: أنظروا صاحبكم يستريح فإنه كان في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول: هيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى امه الهاوية فبئست الام وبئست المربية.
أقول: وروي هذا المعنى عن أنس بن مالك وعن الحسن والاشعث بن عبد الله الاعمى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).

ليست هناك تعليقات: